عندما كتب القدر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عندما كتب القدر
" عندما كُتِبَ القدر "
****
عندما رأيت ذلك الضوء القوي نظرت إلى
زوجي كان قد فقد سيطرته على مقود
السيارة عرفت أنها النهايه ، بدأت أردد
الشهادة ،ولكن لم يخطرفي بالي آن ذاك سوى
أن أحمي ابني .
نظرت إليه و حملته بسرعة من المقعد الخلفي للسيارة و احتضنته بذراعي لكي لا يصيبه
أي أذى و قد كانت دموعه تغمر عيناه
من الخوف ، و لكني احتضنته بقوة و أغمضت عيناي لكي لا أرى ما توقعت حصوله ....................و لكنه حصل .
فتحت عيني و كنت ما زلت أحتضن ابني بيدي اليمنى حيث شعرت بألم شدي بيدي
اليسرى ، لم أستطع ان أحركها وكانت غارقة
بالدم إثر تكسر الزجاج .
نظرت إلى زوجي لم يكن يتحرك كان
مجرد جثة هامدة لم أرد ان تدور في
ذهني افكار سيئه فأقنعت نفسي بأنه
قد فقد الوعي وحسب .
كان قصي ابني ذو السنتين فاقدا للوعي
أيضا و لكني شعرت بنبضات قلبه .
لم يكن هناك وقت للبكاء و الخوف
استجمعت قواي و حاولت أن أبحث
عن هاتفي الخلوي و لكنه كان حطاما
حملت ابني و حاولت بكل ما أوتيت
من قوة أن أتحمل الآمي
ووصلت إلى الشارع حيث أوقفت سيارة
ساعدتني و اتصلوا بالإسعاف لم اعرف
كم مضى من الوقت و أنا انتظر
ذلك الصوت و لكنها أبطأ ساعات
مرت من عمري وحين سمعت صوت
صافرة الإسعاف لم أستطع أن
أقاوم أكثر من ذلك فسقطت مغشا
علي ، لا أعرف ما الذى حصل بعد ذلك
و لكن كلما أذكره حين فتحت عيني
للمرة الثانية و جدت نفسي في غرفة
لم أميزسوى لونها الأبيض ، لم أذكر شيء
في البداية و لكن فجأة دارت
الأحداث جميعها في رأسي ، صرخت
بصوت عالٍ : أين ابني ؟؟
قصي !.........قصي!!
نظرت حولي فوجدت أمي تجلس
بجانبي لم أدرك كم من الوقت مضى هدئتني
أمي و قالت لي : لا تخافي قصي
بألف خير لم يتأذى فقلت لها :ولكنه
كان فاقدا للوعي أرجوكي أخبريني الحقيقة ؟؟؟
فاجابت أنه بخيرلم أجرؤ أن أسأل
عن زوجي وائل فقد خفت حقا من الجواب .
نظرت إلى يدي اليسرى و قد كانت
تؤلمني فإذا هي مكسورة ولكني أحمد
الله فلم يكن في جسدي سوى بعض الرضوض .نظرت إلى أمي أحسست
بحديث تحتبسه في فمها سألتها ما بها .
فلم أجد جوابا سوى الصمت.
بعد ذلك أخبرني الطبيب بأنني سأخرج
غدا فسألته عن وائل بسرعة دون
أنا أفكر بشيء فأخبرني أنه لن يخرج
معي فسألته عن حالته ولكنه لم يجب .
عرفت من الممرضة رقم غرفته و دون
ان يلحظني أحد ذهبت إليه و عندما وصلت
إلى بابها فتح الباب و رأيت شخصا
قد غطوه بأكمله بغطاء أبيض
سألت الممرضات اللواتي كن
يدفعن تلك الجثة :من هذا ؟؟
قالوا لي : شخص اسمه وائل جاء في
حالة سيئة يوم أمس هو و زوجته و ابنه .
لم احتمل ذلك الخبر طالما كنت
قوية صامدة لكن هذا الخبر
استطاع أن يهزمني ..
لا أدري ما الذي حصل بعد ذلك
و لكنني حين أفقت من الصدمة كنت في
غرفتي و كان ابني قصي بجانبي حضنته
و أخذت أبكي .
تجهزت للخروج من المشفى و الذهاب
لدفن وائل
يا إلهي ما زلت أشعر كأنني في حلم
بل كابوس مريع تمنيت أن أفيق منه
ولكن واحسرتاه إنه واقع لم أكن
أدري كيف سأكمل حياتي بعده ........
وبعد مرور ثلاثة أشهرعلى وفاة وائل
عدت للعمل من جديد وكنت قد تركت
عملي كطبيبة أطفال منذ سنتين من عمر قصي
لكي أرعاه و يكبر بحضني ولكن الآن
يجب أن أعود لعملي فقد مات وائل
نعم مات إنها حقيقة يجب ان أؤمن
بها و لكنه سيبقى دوما حيا في قلبي
كم كان حنونا و مخلصا ولكن هذه حال الدنيا .
كنت وحيدة أهلي فطلب مني والدي
أن آتي للسكن معهم و لكنني لم أشأ ان أترك ذكرياتي في منزلي فكل زاوية
تذكرني بوائل تشعرني بوجوده دوما بقربي .
أقنعت أهلي أن يأتوا للسكن معي .
كانت أمي ترعى قصي في أثناء عملي
و نتعاون انا و والدي على مصاريف
المنزل كلما نظرت في عيني قصي
رأيت وائل كم كان يشبهه حتى
أنه قد ورث منه ليس فقط صفاته الجسديه بل
و المعنويه فكان حنونا مثله ، ففي أحد
الأيام كان قصي يجلس في حضني
و سرحت في ذكرياتي مع وائل
ودمعت عيناي كم كان موته خسارة
ليس لي فحسب بل للمرضى عنده فقد
كان طبيبا رائعا وفجأة أفقت من هذه
الذكريات على يد قصي يمسح دموعي
يا إلهي أحسست بأن وائل ما زال حيا بكل
ما للكلمة من معنى حضنته و قبلته
فقال لي بصوته الرقيق الدافئ :
ماما لا تبكي انا بحبك .
مرت السنوات و أنا اعمل واربي
قصي حاولت أن اغرس فيه كل
ما أستطيع من صفات والده كم تمنيت
أن يصبح مثله .
في أحد الأيام شعرت بألم شديد في
رأسي كان هذا الألم قد راودني لعدة أيام
ولكنه في هذه المره كان أقوى
وكنت أشعر بالدوار .
نعم إنني طبيبة ولكني لم أرد أن
تراودني تلك الفكرة قبل أوانها أحسست بذلك المرض يقترب مني و لكني حاولت
إبعاده و الدفاع عن نفسي لم يكن كل هذا لأجلي
بل لابني إنه بحاجتي .
أعلم أنه أصبح في الثامنة عشرة من عمره
و لكنني أردت البقاء بجانبه ولكن لا أحد يستطيع
أن يمحو ما كتبه القدر .
حصل قصي عل معدل 95 في الثانوية العامه
وأراد أن يصبح مهندسا شجعته على ذلك
لأنها رغبته .
مرت سنوات عدة و قصي يكبر و دائما أحمد الله
فقد كان حقا مثل والده .
وجاء يوم تخرج قصي من الجامعة لقد
أتم خمس سنين في هندسة العمارة .
جاء مسرعا يقول لي :هيا ماما هيا معي
ليعلم جميع الناس من هى تلك الأم العظيمة
التي كانت بجانبي دوما تدعمني حتى
وصلت لهذه المرتبه .
ذهبنا إلى حفل تخرجه يا إلهي كم هو
رائع ذلك الشعور .
كان قصي متفوقا وقد وعده صديق قديم
لوالده بأن يكون
عمله جاهزا حالما يأخذ شهادته و هذا
ما زاد من روعة شعوري .
لكن ذلك المرض اللعين عاود لمراودتي
في أثناء حفله حاولت مقاومته ولكن هذه
المره كان غير كل المرات
فالسرطان ما زال مصرا على أن يجعل
رأسي موطنا له مع انني كنت قد خضعت
لعملية قبل أربعة سنين لاستئصاله
و طالما سألني قصي عن مرضي
وكان خائفا أن أتركه
وطلب مني دوما البقاء بجانبه لذلك
قاومت بكل ما أوتيت من قوه ولكن
في نهاية ذلك الحفل
الذي طال انتظاره
كانت نهايتي ...
****
عندما رأيت ذلك الضوء القوي نظرت إلى
زوجي كان قد فقد سيطرته على مقود
السيارة عرفت أنها النهايه ، بدأت أردد
الشهادة ،ولكن لم يخطرفي بالي آن ذاك سوى
أن أحمي ابني .
نظرت إليه و حملته بسرعة من المقعد الخلفي للسيارة و احتضنته بذراعي لكي لا يصيبه
أي أذى و قد كانت دموعه تغمر عيناه
من الخوف ، و لكني احتضنته بقوة و أغمضت عيناي لكي لا أرى ما توقعت حصوله ....................و لكنه حصل .
فتحت عيني و كنت ما زلت أحتضن ابني بيدي اليمنى حيث شعرت بألم شدي بيدي
اليسرى ، لم أستطع ان أحركها وكانت غارقة
بالدم إثر تكسر الزجاج .
نظرت إلى زوجي لم يكن يتحرك كان
مجرد جثة هامدة لم أرد ان تدور في
ذهني افكار سيئه فأقنعت نفسي بأنه
قد فقد الوعي وحسب .
كان قصي ابني ذو السنتين فاقدا للوعي
أيضا و لكني شعرت بنبضات قلبه .
لم يكن هناك وقت للبكاء و الخوف
استجمعت قواي و حاولت أن أبحث
عن هاتفي الخلوي و لكنه كان حطاما
حملت ابني و حاولت بكل ما أوتيت
من قوة أن أتحمل الآمي
ووصلت إلى الشارع حيث أوقفت سيارة
ساعدتني و اتصلوا بالإسعاف لم اعرف
كم مضى من الوقت و أنا انتظر
ذلك الصوت و لكنها أبطأ ساعات
مرت من عمري وحين سمعت صوت
صافرة الإسعاف لم أستطع أن
أقاوم أكثر من ذلك فسقطت مغشا
علي ، لا أعرف ما الذى حصل بعد ذلك
و لكن كلما أذكره حين فتحت عيني
للمرة الثانية و جدت نفسي في غرفة
لم أميزسوى لونها الأبيض ، لم أذكر شيء
في البداية و لكن فجأة دارت
الأحداث جميعها في رأسي ، صرخت
بصوت عالٍ : أين ابني ؟؟
قصي !.........قصي!!
نظرت حولي فوجدت أمي تجلس
بجانبي لم أدرك كم من الوقت مضى هدئتني
أمي و قالت لي : لا تخافي قصي
بألف خير لم يتأذى فقلت لها :ولكنه
كان فاقدا للوعي أرجوكي أخبريني الحقيقة ؟؟؟
فاجابت أنه بخيرلم أجرؤ أن أسأل
عن زوجي وائل فقد خفت حقا من الجواب .
نظرت إلى يدي اليسرى و قد كانت
تؤلمني فإذا هي مكسورة ولكني أحمد
الله فلم يكن في جسدي سوى بعض الرضوض .نظرت إلى أمي أحسست
بحديث تحتبسه في فمها سألتها ما بها .
فلم أجد جوابا سوى الصمت.
بعد ذلك أخبرني الطبيب بأنني سأخرج
غدا فسألته عن وائل بسرعة دون
أنا أفكر بشيء فأخبرني أنه لن يخرج
معي فسألته عن حالته ولكنه لم يجب .
عرفت من الممرضة رقم غرفته و دون
ان يلحظني أحد ذهبت إليه و عندما وصلت
إلى بابها فتح الباب و رأيت شخصا
قد غطوه بأكمله بغطاء أبيض
سألت الممرضات اللواتي كن
يدفعن تلك الجثة :من هذا ؟؟
قالوا لي : شخص اسمه وائل جاء في
حالة سيئة يوم أمس هو و زوجته و ابنه .
لم احتمل ذلك الخبر طالما كنت
قوية صامدة لكن هذا الخبر
استطاع أن يهزمني ..
لا أدري ما الذي حصل بعد ذلك
و لكنني حين أفقت من الصدمة كنت في
غرفتي و كان ابني قصي بجانبي حضنته
و أخذت أبكي .
تجهزت للخروج من المشفى و الذهاب
لدفن وائل
يا إلهي ما زلت أشعر كأنني في حلم
بل كابوس مريع تمنيت أن أفيق منه
ولكن واحسرتاه إنه واقع لم أكن
أدري كيف سأكمل حياتي بعده ........
وبعد مرور ثلاثة أشهرعلى وفاة وائل
عدت للعمل من جديد وكنت قد تركت
عملي كطبيبة أطفال منذ سنتين من عمر قصي
لكي أرعاه و يكبر بحضني ولكن الآن
يجب أن أعود لعملي فقد مات وائل
نعم مات إنها حقيقة يجب ان أؤمن
بها و لكنه سيبقى دوما حيا في قلبي
كم كان حنونا و مخلصا ولكن هذه حال الدنيا .
كنت وحيدة أهلي فطلب مني والدي
أن آتي للسكن معهم و لكنني لم أشأ ان أترك ذكرياتي في منزلي فكل زاوية
تذكرني بوائل تشعرني بوجوده دوما بقربي .
أقنعت أهلي أن يأتوا للسكن معي .
كانت أمي ترعى قصي في أثناء عملي
و نتعاون انا و والدي على مصاريف
المنزل كلما نظرت في عيني قصي
رأيت وائل كم كان يشبهه حتى
أنه قد ورث منه ليس فقط صفاته الجسديه بل
و المعنويه فكان حنونا مثله ، ففي أحد
الأيام كان قصي يجلس في حضني
و سرحت في ذكرياتي مع وائل
ودمعت عيناي كم كان موته خسارة
ليس لي فحسب بل للمرضى عنده فقد
كان طبيبا رائعا وفجأة أفقت من هذه
الذكريات على يد قصي يمسح دموعي
يا إلهي أحسست بأن وائل ما زال حيا بكل
ما للكلمة من معنى حضنته و قبلته
فقال لي بصوته الرقيق الدافئ :
ماما لا تبكي انا بحبك .
مرت السنوات و أنا اعمل واربي
قصي حاولت أن اغرس فيه كل
ما أستطيع من صفات والده كم تمنيت
أن يصبح مثله .
في أحد الأيام شعرت بألم شديد في
رأسي كان هذا الألم قد راودني لعدة أيام
ولكنه في هذه المره كان أقوى
وكنت أشعر بالدوار .
نعم إنني طبيبة ولكني لم أرد أن
تراودني تلك الفكرة قبل أوانها أحسست بذلك المرض يقترب مني و لكني حاولت
إبعاده و الدفاع عن نفسي لم يكن كل هذا لأجلي
بل لابني إنه بحاجتي .
أعلم أنه أصبح في الثامنة عشرة من عمره
و لكنني أردت البقاء بجانبه ولكن لا أحد يستطيع
أن يمحو ما كتبه القدر .
حصل قصي عل معدل 95 في الثانوية العامه
وأراد أن يصبح مهندسا شجعته على ذلك
لأنها رغبته .
مرت سنوات عدة و قصي يكبر و دائما أحمد الله
فقد كان حقا مثل والده .
وجاء يوم تخرج قصي من الجامعة لقد
أتم خمس سنين في هندسة العمارة .
جاء مسرعا يقول لي :هيا ماما هيا معي
ليعلم جميع الناس من هى تلك الأم العظيمة
التي كانت بجانبي دوما تدعمني حتى
وصلت لهذه المرتبه .
ذهبنا إلى حفل تخرجه يا إلهي كم هو
رائع ذلك الشعور .
كان قصي متفوقا وقد وعده صديق قديم
لوالده بأن يكون
عمله جاهزا حالما يأخذ شهادته و هذا
ما زاد من روعة شعوري .
لكن ذلك المرض اللعين عاود لمراودتي
في أثناء حفله حاولت مقاومته ولكن هذه
المره كان غير كل المرات
فالسرطان ما زال مصرا على أن يجعل
رأسي موطنا له مع انني كنت قد خضعت
لعملية قبل أربعة سنين لاستئصاله
و طالما سألني قصي عن مرضي
وكان خائفا أن أتركه
وطلب مني دوما البقاء بجانبه لذلك
قاومت بكل ما أوتيت من قوه ولكن
في نهاية ذلك الحفل
الذي طال انتظاره
كانت نهايتي ...
اسيرة الليل- مشرفة عامة للمنتدى
- عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى